القضايا الملحة للاجئين

يبدو ان هموم اللاجئين و المشاكل التي واجهوها عبر رحلاتهم الطويلة الي اوروبا امر يجب الوقوف عنده فبجانب مخاطر الموت في البحار و المحيطات كان في انتظارهم ما هم اسوأ من ذلك بكثير حيث تحولت القضية من رحلة البحث عن الحرية الي صراع من اجل البقاء و الدفاع عن الكرامة الانسانية

ما جعل الامر صعبا الي هذا الحد هو ان السلطات الاوربية ارادت ان تضع سياسات مقصودة و

مخطط لها لتعذب اللاجئين و ارهاقهم نفسيا لاجبارهم علي العودة الي بلدانهم , فتسببت , السياسات اللا انسانية الي كارثة يهز لها الضمير الانساني, , فنري ان فرنسا تترك اللاجئين ينامون في الشوارع يواجهون خطر الموت بالجوع و المرض و البرد , حيث لا ماء و لا دواء ولا كساء , ففقد بذلك مئات الالاف من اللاجئين حقهم في الحياة و الكرامة الانسانية ناهيك عن الامن والحرية التي اتوا من اجلها ليتحول الصراع بشكل مأساوي من مجرد البحث عن الامن والحرية الي صراع من اجل

البقاء علي قيد الحياة

عن تجربتي الشخصية منذ دخولي الي فرنسا لم ابالغ اذا قلت لكم انني تمنيت الموت لكي اضع حدا لما اواجهه من ويلات , عندما وصلت الي باريس سمعت بأن فرنسا لا تمنح سكنا للاجئين في اراضيها ففكرت في البقاء مع مئات اللاجئين احتلوا مدرسة مهجورة من سنين ليست بالقصيرة ,وجدت اناسا تبدوا المعاناة و اثار البؤس و الشقاء في وجوههم , يفترشون الارض و يلتحفون السماء فبدأت اتحدث معهم في كيفية نقل ما نحن فيه الي السلطات الفرنسية , لقد وقف الحظ بجانبنا و اتت وسائل الاعلام و نقلت الخبر الي الشارع الفرنسي فقررت جهات الاختصاص في مفاوضتنا فقدمنا لهم مطالبنا و التي من ضمنها توفير السكن الذي يليق بالبشر اضافة الي توفير بطاقة الترحيل ليتمكن اللاجئ من الحركة داخل مدينة باريس , علاوة علي ذلك طالبنا بعدم توزيع اللاجئين الي خارج باريس حتي يتسني لهم مواصلة اجراءاتهم , كما ان جزء منهم التحق بالمعاهد الفرنسية لتعلم اللغة , كما ان جزء قليل منهم التحق بالجامعات ,

فوافقت السلطات بتلبية تلك المطالب جميعها , لكننا فوجئنا بترحيل اكثر من نصف اللاجئين بالمدرسة الي مناطق تبعد اكثر من 400 ك م خارج مدينة باريس فرجع جزء كبير منهم اليها و انا لسؤ الحظ كنت احدا منهم ة تحدثت بنفسي الي السلطات في مدين فارين بأنني ادرس اللغة بباريس و تقدمت بطلب اخر الي ادارة الجامعة وانا في انتظار الرد , لكنهم رفضوا التعامل مع مثل هذه الحالة فقررت العودة الي باريس رغم انني لا املك المال اللازم لشراء التذكرة و معي عدد كبير من الذين رفضوا البقاء هناك , حيث اجتمعنا في ميدان ريبوبليك اياما الا ان الشرطة الفرنسية اقتحمت

المخيمات و الناس نيام حيث تم ترحيلنا بالعنف

لقد عانيت في فرنسا معاناة لا تقل سؤا عن ما واجهته في بلادي من ظلم و اضطهاد من قبل النظام الاسلاموي الذي يعلن الجهاد ضد شعبه و يزج بالسياسيين في غياهب السجون المعتقلات

كما ان قصة الرفيق السياسي الأستاذ / الفاضل محمود أبوبكر ليس بعيدا عن الأذهان , و هو قيادي بالجبهة الوطنية العريضة و هو كيان يجمع أحزاب عدة بهدف اسقاط النظام لقد تم تعذيبه من قبل الامن السوداني و حكم عليه بالسجن المؤبد لكنه تمكن من الهرب و هو الان طالبا للجوء السياسي بفرنسا لانه يفتقر للحماية في بلاده

فرنسا دولة عظيمة و لديها تاريخ عريق في مجال حقوق الانسان فالثورة الفرنسية وحدها تكفي لتكون كذلك , فما يميز الثورة الفرنسية عن غيرها هي انها حققت مكاسب ثورية لكل العالم و ليس للشعب الفرنسي فحسب فألهمت كل الشعوب و ملكتهم وسائل مبتكرة لتنير لهم طريقا للحرية و العدالة الاجتماعية